السبت، 30 مايو 2009


تأطير النص :تعد الظاهرة المسرحية من الظواهر الإبداعية الفنية ذات التفرد الواضح والتميز الجلي عن بقية الظواهر الإبداعية والفنية وذلك نظرا لما تنطوي عليه من خصائص وما تحتويه من بنى فكرية وصيغ فنية ورؤى جمالية تتواشج بطريقة إبداعية لتشكل ما يسمى بالفن المسرحي بكل تجلياته ومن هذا المنطلق نجد أن الخطاب المسرحي يختلف عن باقي الخطابات الإبداعية الأخرى بما فيها الخطابات الأدبية والفنية لما يتوفر عليه من تنوع في الشكل والمضمون هذا التنوع منح للخطاب المسرحي مجموعة من السمات النوعية وعددا من الخصائص الفنية المركبة هذا فضلا عن تلك الصفة الملازمة له والمحددة لمفرداته وتمايزه وهي صفة التمسرح التي لا تتحقق إلا ا ذا أخذنا باعتبار أ ن الظاهرة المسرحية تتداخل في تحديدها ثلاثة مكونات أساسية هي النص-العرض-والتلقي وإذا انتقلنا إلى أهم رواد المسرح العربي نجد على سبيل الذكر محمود تيمور وتوفيق الحكيم وعبدا لكريم برشيد ثم فرحان بلبل وهو أحد أقطاب مرحلة النضج في النقد المسرحي العربي من مؤلفاته المسرح العربي في مواجهة الحياة المسرح السوري في مائة عام ثم النص المسرحي الكلمة والفعل الذي اقتطف منه هذا النص تحمل عنوان سمات النص المسرحي حيث يحيلنا إلى سمات جوهرية بني عليها النص المسرحي والمتعلقة بالمعايشة والانية والديمومة والهدف الأعلى فهذه الصفات هي التي جعلت له خصوصية في تكوينه وأساليب تأليفه وانطلاقا من هذه المشيرات السابقة فان قضية الأساس في النص هي التعريف بهذه السمات وكشف آثارها عليه وكيفية تفاعلها مع الواقع الاجتماعي فما القضية التي يطرحها الكاتب فيه؟ وما طرائق عرضها ؟
مهارة الفهم:تطرق الكاتب في بداية النص إلى أهم سمات النص المسرحي والتي حددها في المعايشة بأنها الصفة الأولى للمسرح فن يطلب منه أن يتحدث عن مشاكل عصرنا وعن همومنا الفكرية والاجتماعية ثم الآنية التي تعتبر من خصائص المسرح فالكاتب المسرحي يلزم مواجهة مشاكل عصره الآنية سواء معاصرة استمدها من وقائع الحاضر أم من أحداث الماضي ثم الديمومة التي تقوم على صراعات ملخصها الصراع بين الخير والشر وأخيرا الهدف الأعلى الذي هو أخص خصائص التأليف والعرض في المسرح لأنه غاية الغايات في العملية المسرحية كلها والهدف الأعلى هو جوهر المعايشة والانية اللتين يقصدهما الكاتب ويقصد إليها القارئ أو المتفرج فله أثر بليغ عليه قصد مشاركة الآخرين في متابعة قضية من قضايا عصره ليكون لنفسه رأيا مشتركا بينه وبين أقرانه من لأبناء عصره وهذه السمات تفرض على المؤلف المسرحي أن يتخذ أسلوبا معادلا فنيا للواقع الاجتماعي والذوق الجمالي السائد في عصره وفي الأخير اختتم الكاتب نصه بقوله بأن المسرح هو وعاء جميع الفنون وخلاصة القول أن سمات النص المسرحي له سلاح ذو حدين إما أن يتطور المسرح ويتجدد مع تطور النقد المسرحي أو أن يفقد قيمته الأدبية والفنية بعد مرور السنين ولذلك فهي ميزته وافته
القراءة التحليلية :الإشكالية المطروحة:تتمحور إشكالية النص حول ثنائية الهدم والبناء باعتبارها من خصائص التأليف المسرحي فتغذومن دعاة المسرح التجريبي في تغييرات وسائل التعبير المسرحي نتيجة المتغيرات الاجتماعية ومطالبها ومن ثت أضحى التأليف المسرحي حقلا للابتكار والتأليف وهكذا نجد أن الكاتب حدد مجموعة من سمات النص المسرحي واعتبرها جوهرية لأنها هي القواعد التابثة في فن التأليف وتتجلى هذه القواعد في الصراع تصاعد الحكاية دراميا –دقة بناء الشخصيات في تطورها عموديا وأفقيا لقد جاء المسرح التجريبي ليؤكد قدرة المسرح على التجاوز والتحديث لأنه مجال خصب وحقل قابل للتجارب المتنوعة التي يمكن من خلالها الفنان والمبدع أن يجرب ليقدم البديل الجيد المبني على رؤى وأفكار متجددة إنها عملية إعادة اكتشاف الأشياء المفاهيم والقضايا :هيمنت على النص مصطلحات مرتبطة بالفن المسرحي مثل حقل النص المسرحي :الآنية-الديمومة-المعايشة-الهدف الأعلى-ثم حقل العرض المسرحي :الممثل-المخرج-جمع عناصر العرض المسرحي-فهذان الحقلان يتقاطعان في العملية المسرحية كلها واذاكانت قضية النص الأساس سمات النص المسرحي فان الكاتب قد ضمنها قضايا أخرى وهي قواعد التأليف المسرحي ويعني بها الكاتب قواعد ثابتة لم تتغير لأنها الوعاء الذي يضع فيه الكاتب أنية عصره في خلود بقاء الإنسان وبقاء نوازعه الأساسية
التجريب المسرحي:استعمال الكتاب لهذا النوع من الكتابة بغية التعبير عن الآنية والمعايشة والهدف الأعلى في العصر والمرحلة والمطالب الاجتماعية لما يولد في النص المسرحي الابتكار والتجديد
علاقة المسرح بباقي الفنون:ويقصد بها إن المسرح يترك بصمات على الشعر بأسلوب يوجه إلى الناس يغلب عليه طابع الإرشاد ويوحي كذلك إلى الفن التشكيلي بطرائق مثل النحت والرسم تقترب من ذائقة الناس الجمالية حتى يصبح فنا أصيلا في الثقافة العربية ومن جمالية هذه الفنون ينطلق الكاتب في بناء حكايته وتشييد حبكته ورسم شخصياته
الإطار المرجعي :استند الكاتب في عرضه لإشكالية النص والقضايا المتفرعة عنها إلى عدة مرجعيات أهمها علم النفس :الصراع بين الخير والشر علم الاجتماع :قضايا عصره المؤرقة له –المطالب الاجتماعية-الذائقة الجمالية عند الناس-كل هذه القضايا لها أثر على سمات النص المسرحي
طرائق العرض:بنى الكاتب الموضوع المعالج وفق خطة منهجية تستهدف الكشف عن العلاقات بين العناصر بواسطة آليتي الموازنة والمقارنة الأمر الذي منح خطابه طابعا تفسيريا بأبعاد حجاجية وعلى رأسها التعريف بالنص المسرحي والتسلسل في عرضها وذلك باستعمال أدوات ربط لغوية وأخرى منطقية لأحكام بناء النص
التركيب:إن مقصديه الكاتب في هذا النص تقوم على إيصال فكرة مفادها أن فن المسرح يحيى في حركة متطورة مستمرة حديثة حسب مقتضيات العصر وتغيراته فلذا كان لزاما على المهتمين به أن يحاولوا تطويره كما وقع مع باقي الفنون الأخرى وإزاء ماذكر كان لابد أن تمتلئ الساحة الفنية المسرحية بتجارب لا حصر لها فكان التجريب المطية الأساسية في الفعل التجريبي الذي هو فعل حداثي يسعى إلى التجديد وبناء نماذج جديدة على رفات النماذج الأخرى ذلك أن الحداثة لا تعني نزع النموذج بل هدم هذا النموذج لبناء نموذج آخر وهكذا هدم فبناء فهدم

ليست هناك تعليقات: