الثلاثاء، 9 يونيو 2009

الامتحان الوطني الموحد -الدورة العادية - شعبة الآداب والعلوم الإنسانية :مسلك العلوم الإنسانية 2009 مادة اللغة العربية وآدابها 1-درس النصوص( 10) : يصعب على الدارس-إذا اراد تجنب المسلمات النقدية الشائعة- إن يصل إلى مفهوم كلي ينتظم طبيعة التجربة عند الشعراء الوجدانيين وموقفهم منها ، ذلك لان هؤلاء الشعراء -برغم نزعتهم الوجدانية الغالبة- يختلفون فيما بينهم عير قليل في هذا المجال، حسب البيئة والنشأة والثقافة والمز فليس من اليسير مثلا أن يقال -على سبيل التعميم—إن الشعراء الوجدانيين جميعا كانوا مشغوفين بالطبيعة، يعشقون جمالها لذاته أحيانا ، ويخلعون عليه أحيانا أخرى بعض مواقفهم من الحياة والناس والحضارة الحديثة، فان من بين هؤلاء الشعراء من لا نكاد نجد للطبيعة أثرا يذكر في شعره ،الا بمقدار ما يستمد منها بعض تشبيهاته ومجازاته ،كما يفعل الشعراء في كل العصور. وليس من الممكن أن يقال إن هؤلاء الشعراء جميعا كانوا مفتونين بعاطفة الحب ،يعبرون عنها أحيانا في إطار من التجارب الذاتية المحدودة،ويبسطون أحيانا من طبيعتها لتصبح وسيلة إلى التطهر والسمو والحنين الغائم إلى عالم مثالي، فان منهم من يصنع ذلك ،ومنهم من تشحب في شعره تلك العاطفة فتطغى عليها ألوان أخرى من التجارب. وقد يقال إن الكآبة طابع غالب على الشعر الوجداني ،وهو قول حق ،لكنه لا يصدق على نماذج كثيرة من هذا الشعر ، كما تختلف الكآبة فتظل صورة لحالات نفسية عارضة ،وتعمق أحيانا وتمتد أحيانا حتى توشك أن تكون نظرة ثابتة إلى الحياة والكون تدفع الشاعر إلى كثير من التأمل في غاية الحياة وطبيعة الخير والشر . ومن أدلة هذا التباين عند هؤلاء الشعراء ما نراه من فرق واضح بين طبيعة التجربة والنظرة عند شعراء المهجر بوجه عام ،والشعراء في الوطن العربي . فالمهجريون -برغم كثرة حديث الدارسين عن أشواقهم وحنينهم ولجوئهم إلى الطبيعة -يجنحون في الأغلب إلى التأمل في دواتهم وفي طبيعة النفس الإنسانية ،ووضع الفرد في المجتمع والكون على حين تقل هذه النظرة الفكرية عند الشعراء في الوطن العربي ،ويطلقون لوجدانهم العنان، فتتحول الأفكار لديهم إلى أحاسيس يصبغها خيالهم بألوان مختلفة من مشاهد الطبيعة وعواط ف وهكذا نؤكد صعوبة التعميم في الحديث عن مضمون التجارب الوجدانية ومواقف الشعراء منها،اذ يكاد يكون لكل منهم عالمه الخاص ، وان اشتركوا في بعض السمات هنا أو هناك . وقصارى ما يستطيعه الدارس أن يلم أشتات هذه العوالم ،ويحاول إن يجد وراءها معنى كليا يصدر عنه هؤلاء الشعراء على اختلاف تجاربهم ومواقفهم عبد القادر القط : الاتجاه الوجداني في الشعر العربي المعاصر- دار النهضة العربية للطباعة والنشر—بيروت- طبعة 1978 ص307 وما بعدها بتصرف . اكتب موضوعا إنشائيا متكاملا تحلل فيه هذا النص النظري، مستثمرا مكتسباتك المعرفية والمنهجية واللغوية،ومسترشدا بما يلي : - تأطير النص داخل سياقه الأدبي والثقافي- تحديد القضية الأدبية التي يطرحها النص ،وعرض أهم العناصر المكونة لها .- رصد سمات الاتجاه الوجداني كما وردت في النص ،وابراز علاقتها بتجربة الشعراء الوجدانيين -بيان الطريقة المعتمدة في معالجة القضية المطروحة.- صياغة خلاصة تركيبية تتضمن مناقشة موقف الكاتب من تجارب الشعراء الوجدانيين ،مع ابداء الرأي الشخصي . ثانيا—درس المؤلفات :-6ن - جاء في رواية اللص والكلاب لنجيب محفوظ: - وتساءل سعيد مهران بصوت مسموع كئيب : -نور ،أين أنت؟ محال أن تكون بخير. هل قبض البوليس عليها ؟ هل اعتدى عليها بعض الاوغاد؟ هي ليست على أي حال بخير .هو يؤمن بذلك بقلبه وغريزته .لن يرى نور مرة أخرى .وخنقه اليأس خنقا . ودهمه حزن شديد الضراوة ، لا لأنه سيفقد عما قريب مخبأه الآمن ،ولكن لأنه فقد قلبا وعطفا وأنسا. وتمثلت لعينه في الظلمة بابتسامتها ودعابتها وحبها وتعاستها فانحصر قلبه . ودلت حاله على أنها كانت أ شد تغلغلا في نفسه مما تصور. وأنها كانت جزءا لا يصح أن يتجزأ من حياته الممزقة المترنحة فوق الهاوية . وأغمض عينيه في الظلام واعترف اعترافا صامتا بأنه يحبها .....“ نجيب محفوظ :اللص والكلاب ، دار الشروق القاهرة ،ط 2006 -ص112 انطلاقا من هذا المقطع ،واستنادا إلى ما اكتسبته من قراءتك للرواية ، أنجز ما يلي : - تحديد موقع المقطع داخل مسار أحداث الرواية . - إبراز دور نور باعتبارها قوة فاعلة في نسج أحداث الرواية وتطورها .

ليست هناك تعليقات: